كلمة رئيس الاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية العربية

لقد شهدت السنوات الأخيرة نهضة كبيرة في وطننا العربي في إنشاء المدن والمناطق الصناعية العربية ومنظوماتها العربية مع التقدم التقني الكبير الذي رافق هذا الارتفاع في حجم التبادل التجاري إن كان على مستوى إنشائها أو تطورها.

هذا ومن مبدأ التخصص في العمل يفضي إلى كثير من التقدم والنجاح كلٌ في اختصاصه فقد دعت الحاجة إلى أن يرافق هذا التقدم اعتماد التعاون لتوحيد نظم العمل بشكل متوازي مع النمو الكبير في هذا القطاع فقد أصبح كياناً مستقلاً بحد ذاته وأصبح من الضرورة أن تُشَكل منظمات واتحادات وهيئات داعمة ومساندة لتطوير وتنسيق الجهود للنهوض بهذا القطاع ككيان وقطاع يشكل من الأهمية ما يوازي القطاعات الكبيرة مع الخصوصية التي تضفي عليه أهمية أكبر نظراً لكونه من أهم أسباب نجاح المنشآت الخدمية والصناعية وكافة مرافئ الحياة.

وهنا كانت رغبة حقيقية من العاملين وأصحاب المؤسسات والشركات وكافة الفعاليات في قطاع المدن والمناطق الصناعية العربية والخدمات المرافقة لتشكيل كيان يشكل مرجعية عربية داعمة لعمل عربي مشترك في هذا القطاع وأثمرت الجهود الكبيرة التي بذلت من الأخوة في الجمهورية العربية السورية ،وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة و الجماهيرية الليبية والجمهورية اليمنية ودولة لبنان ودولة فلسطين وجمهورية العراق وتونس والسودان على ولادة الاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية العربية  وإننا ومنذ بدء فكرة التأسيس أن نسعى لضم أكبر شريحة ممكنة من المؤسسات والشركات العاملة في هذا القطـــــاع وتجميع الإمكانيات لإرداف الجهود التي بذلها جميع الأشقاء من الدول العربية وبدعم كبير من مجلس الوحدة الاقتصادية العربية.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أغلب الدول النامية أو المتقدمة تنعم بمقدرات اقتصادية مختلفة سواءً أكانت طبيعية أو جغرافية أو حتى بشرية أو …الخ، وإن القدرة على استغلالها وتوظيفها بالشكل الأمثل هو الذي يحقق التقدم والازدهار الاقتصادي ولتحقيق هذا يبرز الدور الأهم للتخطيط الاقتصادي الفعال كواحد من أهم أسباب هذا الازدهار والتقدم ،وهنا يعتمد هذا التخطيط على أسس ونظريات علمية واقتصادية معروفة بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين حيث لا يمكن الاعتماد على تجارب جاهزة أو إحدى هذه التجارب كما هي، لأنه ليس بالضرورة أن يؤدي للحصول على نفس النتائج أو النتائج المرجوة منه ،وإن الاطلاع على مجموعة من التجارب الاقتصادية في بعض البلدان نجد أن بعض البلدان مرت بعصور ازدهار اقتصادي ومرت بحضور انحطاط أيضاً مع العلم موارد ومقدرات هذه البلاد لم تتغير ولكن التخطيط الاقتصادي الذي أدى للاستثمار الأمثل للموارد المتاحة بكافة أشكالها هو ما أعطى هذه النتائج المبهرة.

وهنا كانت أهمية إنشاء مدن ومناطق وتجمعات اقتصادية وصناعية في أغلب البلاد العربية كركن مهم في التخطيط الاقتصادي حيث تشكل هذه المدن والمناطق أول وأهم أسس دعم وجذب الاستثمارات وحجر الأساس لها.

إن اتحادنا وإن شاء الله ووفقنا لمتابعة أعماله سيكون واحد من أهم المرجعيات وبيوت الخبرة الاقتصادية في قطاع عمل اتحادنا وسنكون أحد مراجع تقديم المشورة والخدمات في هذا القطاع وأيضاً سنسعى ليكون هذا الاتحاد من القطاعات الهامة والرديفة للموارد الخدمية والاقتصادية المتاحة في أغلب الدول العربية.

الدكتور محمد الغبرة
رئيس الاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية العربية

X